متى يبدأ الطفل بالتعرف على أمه؟

يبدأ الطفل بالتعرف على أمه من بدأ تكونه في الرحم، إذ يكتمل تطور أذن الجنين الداخلية في الأسبوع الـ 26 من الحمل، ما يمكن الجنين من سماع صوت أمه والتعرف عليه. كما يستمع الجنين للأصوات المحيطة بوالدته، ونبضات قلبها.

أما في الأيام الأولى بعد ولادة طفلك، فأول ما يبدأ يتمييزه هو رائحة أمه. وتلعب الرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في هذا الأمر. إذ يبدأ الرضيع بتمييز رائحة حليب أمه عن روائح الحليب الأخرى بعد اليوم الثالث من إرضاعه. وأكدت ذلك نتائج دراسة أجرى فيها الباحثون تجربة على مجموعة من الرضع تم وضعهم في غرف منفصلة، ووجدوا أن غالبية حديثي الولادة يهدأون عندما توضع بجانبهم قطعة ثياب تحمل رائحة أمهم. بينما لا تؤثر أي قطع ملابس تحمل روائح أخرى عليه.

أما بالنسبة إلى الملامح، فتكون رؤية حديث الولادة مشوشة قليلاً بعد ولادته مباشرة، فلا يتمكن من تمييز الأحجام والأشكال والألوان. وتتطور حاسة البصر عند الطفل بشكل تدريجي خلال الشهور الأولى بعد ولادته، ليتمكن من تمييز الأشكال والألوان والأحجام بعد الشهر السادس، وبالتاّكيد يبدأ مع هذا بتمييز شكل والدته.

كما يشعر الرضع بحنان أمهاتهن وعطفهن، ولهذا السبب يهدأن عند احتضانهن وحملهن. وهذا لأن الطفل يتعرف على حضن وحنان أمه ليس فقط بسبب رائحتها، بل أيضاً بسبب الرابطة العاطفية القوية بين الأم وطفلها. إذ يتعرف الأطفال على أمهاتهم حتى ولو لم يكن مرضعات.

وتتطور حواس الطفل جميعها بالترابط مع البيئة المحيطة به، لذلك ينصح كافة الخبراء بالتواصل مع الطفل بجميع الحواس، ويكون ذلك بالتحدث والغناء واللمس.

ويساعد تدليك بشرة الطفل وتمسيجها على تحسين نموه الصحي وتقوية العلاقة العاطفة والرابطة بينه وبين أمه.