علاقة الأم وطفلها الوطيدة، ما هو السر وراءها؟ | EWmums.com
 

علاقة الأم وطفلها الوطيدة، ما هو السر وراءها؟

قد يقطع الحبل السري الواصل بين الأم وطفلها عقب الولادة مباشرة، إلا أن الحبل الواصل بين روحيهما يبقى إلى الأبد. فما هو السر؟

نشر على

13 اغسطس 2017

منشور من طرف

Editor

السر وراء علاقة الأم بطفلها

لا يشترط وجود صلة جينية مباشرة بين الأم والطفل حتى يتشكل بينهما ما يدعى بـ "رابطة الأمومة"، إذ تطور بعض الأمهات في بعض الأحيان هذه الرابطة مع طفل بالتبني.

بالنسبة إلى الأم، يشبه إنجاب الأطفال اكتشاف غرفة جديدة لأول مرة في منزل قطنتيه طوال حياتك، إذ تبدأ بتطوير مشاعر جديدة واكتشاف أحاسيس كانت موجودة لديها بالفعل، إنما لم يتسن لها تجربتها مع أحد من قبل، كالعطف والاهتمام المفرط والتفاني والتضحية.

العاطفة والعقل

ويربط بعض العلماء هذه المشاعر المكتشفة بالجهاز العصبي لدى المرأة، إذ تبدأ بتجربة هذه المشاعر في فترة الحمل، حتى قبل حدوث عملية الإنجاب.

فعلى ما يبدو، تداعب فترة الحمل أجزاء عدة من الدماغ، وبالتحديد قشرة الفص الجبهي، الدماغ المتوسط والفصوص الجدارية. وتصبح المادة الرمادية، وهي أحد العناصر الرئيسية في الجهاز العصبي المركزي، مركزة بشكل أكبر، وتنشط بالتالي مناطق مسؤولة التعاطف، القلق، الحماية، المسؤولية وغيرها، ما يقرب الأم من طفلها بشكل كبير.

وتحدث هذه التغيرات في الجهاز العصبي عند المرأة غالباً بسبب تدفق هرموناتها بشكل أكبر خلال فترة الحمل وعقب الإنجاب.

وترتبط بعض تصرفات الأم التي قد يصنفها البعض على أنها "وسواس قهري" بالجهاز العصبي والدماغ أيضاً، والجزء من الدماغ المسؤول بالتحديد عن هذه التصرفات يدعى "الدافع الأمومي"، وهو ما يحفز الأم إلى القلق بشكل دائم على صحة طفلها.

منافع علاقة الأم بطفلها

وعلاقة الأم بطفلها الوطيدة لا تدل شرطاً على "وسواس قهري"، كما أنها في الوقت ذاته تعود بمنافع كبيرة على الشخصين، إذ كشفت دراسات عديدة أن العلاقة الجيدة بين الطفل وأمه تعزز مناعة الطفل، تقي من الأمراض وترفع من معدل ذكائه.

وعلى ما يبدو، تؤثر مداعبة الطفل، كاحتضانه وتقبيله، على صحته النفسية والجسدية أيضاً. إذ كشفت تجارب ان مداعبة أطفال الأرانب تحمي من انسداد الشرايين الذي قد يسببه ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

كما أن الروائح تلعب دوراً مهماً في العلاقات بين البشر، إذ بينت أبحاث أن 90 في المئة من الأمهات قادرات على تمييز أطفالهن عبر روائحهم فقط. إذ تتعرف الأم على "الفيرومونات"، وهي كيماويات جزيئية تطلقها أجسام الكائنات، الخاصة بأطفالها بشكل لا إرادي.