هل أنت جاهزة للأمومة والحمل؟
هل أنت مستعدّة لموضوع الإنجاب، يجب أن تسألي نفسك هذه الأسئلة قبل أن تقرّري ذلك.
19 يوليو 2017
Editor

عندما تقرّرين مع شريك حياتك إنجاب طفل، تبدأ الأحلام بغزو أفكاركما حول عائلتكما الجديدة، ومن الممكن أن يشغلكما هذا الموضوع كثيرا، لكن قرار الحمل يحتاج إلى مناقشة بعض النقاط المهمة بينكما. إليكما ثمانية أسئلة ستساعدكما في اتخاذ قرار الحمل.
• هل وضعكما المادي جيّد؟
هذا هو السؤال الأول الذي ستقومان بطرحه على أنفسكما، فالحمل يأتي بمصاريف إضافية تشمل كشوفات وفحوصات ما قبل وأثناء الحمل وصولا إلى تكاليف الولادة التي يجب أخذها بالحسبان، هذا إلى جانب تكاليف شراء كافة مستلزمات الطفل وتخصيص ميزانية شهرية له. ربما أن الوقت مناسب الآن لمراجعة حساباتك وميزانيتك لاحتساب فرد ثالث إضافي في عائلتك، فلم يعد الأمر يخصكم أنتما الاثنين فقط.
• هل تستطيعين الموازنة بين الأمومة ووظيفتك؟
إذا كنت على رأس عملك، فهل ستستطيعين تدبر أمورك ما بين واجبات الأمومة ومتطلبات الوظيفة؟ هل ترغمك وظيفتك على التأخر، وكم من الممكن أن يؤثر تأخيرك في العمل على واجباتك كأم تجاه طفلك؟ هل سيتفهم رب عملك أنك أصبحت أما الآن ومن الممكن أن تكثر ساعات المغادرة التي تطالبين فيها؟ كما يجب أن تستفسري من عملك حول مدة إجازة الأمومة التي سوف تعطى لك، ويمكنك أن تنظمي حملك مع التوقيت المتوقع للإنجاب والذي تودين به أخذ هذه الإجازة.
• كيف تسري علاقتك الزوجية في آخر فترة؟
إن كنت تمرّين ببعض الظروف الصعبة مع زوجك مؤخرا وكانت علاقتكما مترنحة نوعا ما، فمن الجيد الأخذ باستشارة أحد المختصين بالعلاقات الزوجية والأسرية حتى تعود علاقتك مع زوجك إلى مسارها الصحيح وتستقر بشكل أفضل بعيدا عن المشاكل، فمن الضروري التغلب على المشاكل المستعصية التي يعاني منها الزوجان قبل التفكير في موضوع الحمل، لأن من متطلبات الحمل أن تكون المرأة مرتاحة نفسيا وبعيدة عن الظروف التي تسبب لها التوتر والإجهاد، وهذا المتطلب ضروري لفترة ما قبل الحمل إلى جانب فترة الحمل نفسها وما بعدها أيضا، فلا يجب أن تكتئب المرأة الحامل أو تتعرض لضغوط نفسية أثناء حملها حتى لا يتأثر الجنين سلبا، كما أنه من غير المقبول أن يخرج هذا الطفل إلى العالم ليلقى حياة غير مستقرة بين والديه، لذلك، فإن طبيعة العلاقة بين الزوجين تحدد مسار الحياة الزوجية بكاملها.
• هل أنت وزوجك على استعداد لتقبّل المزيد من المسؤوليات والواجبات؟
من المؤكّد أنك سألت زوجك هذا السؤال، هل أنت مستعد لتغيير حفاظ الطفل؟ ومن الأكيد أن زوجك قد مازحك حول هذا الموضوع، لكن عليك أن تعرفي فعلا مدى جدية زوجك في الوقوف إلى جانبك عند ولادة طفلكما المنتظر، هل سيكون عونا لك؟ هل من الممكن أن يستيقظ معك في منتصف الليل عندما يستفيق طفلك طالبا رضعة الحليب؟ هل يبدي زوجك استعدادية لمساعدتك في الواجبات المنزلية بوجود طفلكما وزيادة الضغط عليك؟
• هل أنت مستعدّة للتضحية من أجل طفلك؟
إن وجود طفل في حياتك هو أمر ليس في غاية السهولة كما تظنين، فإن كنت من محبي السفر، أوالمغامرات، أو قضاء الوقت بالخارج مع صديقاتك لتناول الأكل في أحد المطاعم أو مشاهدة الأفلام في السينما، فعليك أن تعيدي تفكيرك مرة أخرى حول كيفية تدبرك لأمرك في وجود طفل في حياتك يحتاج منك إلى العناية الكاملة والرعاية المناسبة في جميع الأوقات، إن أحسست أنك لست مستعدة للتخلي عن وقتك من أجل طفلك، فيجب أن تعيدي التفكير مرة أخرى لأن هذا الطفل يحتاجك دوما إلى جانبه.
• فيما يخصّ التربية، هل ستكونين قادرة على التعامل مع طفلك؟
تتعدد شخصيات الأطفال ولكل شخصية أسلوب خاص في التعامل، فهل ستستطيعين أن تتعاملي مع شخصية طفلك مهما كانت؟ إن هذا الموضوع بالذات يتطلب صبرا وجهدا كبيرا من الأم، حيث ستصقل طريقة التعامل مع طفلك في صغره؛ شخصيته المستقبلية، لذا، فإن الجانب التربوي ضروري ليتم أخذه في الحسبان. اسألي نفسك هذا السؤال أيضا، هل أنت قادرة على تحديد مواطن الفشل والنجاح لدى أهلك حتى تتعلمي منها ما ينفع في تربية طفلك المنتظر؟
• هل هناك بعض الأمور العالقة التي تستدعي الحلّ قبل التفكير بالحمل؟
هل عانيت منذ صغرك من الحرمان، الضرب، الإهانة، أو التجريح؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فإننا ننصحك بزيارة طبيب نفسي أو مستشارة أسرية حتى لا تتشكل هذه الذكريات على شكل أفعال في المستقبل تجاه أطفالك، عليك أن تحلي مشاكلك النفسية قبل أن تفكري في إنجاب طفل، لأن الطفل يحتاج لحضن دافئ وبيئة آمنة مستقرة.
• هل سيكون عليكما الانتقال من البيت الذي تقطنان به في الوقت الحالي؟
يبحث المتزوجون حديثا عن بيت صغير يكفي احتياجاتهما فقط، فهل سيكفي بيتكما فردا ثالثا أم أنه سيكون عليكما الانتقال؟ إذا كان خيار الانتقال هو ما اتفقتما عليه، فمن الأجدر أن تنتقلا قبل أن تحملي وليس خلال فترة حملك، لأن النقل من بيت لآخر مصحوب بتعب وجهد كبير، والمطلوب منك خلال فترة الحمل ألا تجهدي نفسك.
يعود قرار إنجاب طفل إلى الزوجين أنفسهما بغض النظر عن مطالب الأهل المتكررة وتعجلهم لانضمام فرد جديد لهم، فهذا قرار مصيري لا رجوع فيه وتترتب عليه مسؤوليات كبيرة يتحملها الزوجان، لذا يجب على كلا الزوجين الاستعداد لهذه المهمة على أكمل وجه.