ما الذي يزعج الأم الجديدة من أصدقائها، والعكس؟

تواجه الأمهات بشكل عام أكثر الأسئلة اللامنطقية من الأشخاص الذين لم ينجبوا أطفالاً بعد، مثل "ما سبب بكائه؟"، "ماذا يأكل ويشرب؟"، "متى سيتوقف عن البكاء؟"، وغيرها من التساؤلات التي لا يعرف الكون إجابتها.

إنجاب الأطفال يعني مسؤوليات إضافية، وبالتالي تفكير أكبر بالمصاريف. وهذا ما قد لا يدركه من لم يجربوا حمل مسؤولية شخص آخر، فيبدؤون بالتحدث عن آخر مقتنياتهم الفاخرة، وإجازات الصيف في أوروبا، والسهرات الأنيقة، وغيرها. في الوقت الذي جل ما يشغل بال الأم هو مصاريف المدارس والنوادي ومخيمات الصيف.

حتى وإن كانت من أكبر محبي الحيوانات في العالم، عند إنجاب الطفل، تبداً الأم بإدراك الفرق الشاسع بين تربية حيوان أليف، وتربية طفل. وعند تشبيه أصدقاءها هذا بذاك تصاب بالجنون، ما أعنيه هو جرب حمل قطتك والغناء لها لمدة ساعة لتنام، ومن ثم يمكنك المقارنة.

إن لم تجرب الحياة مع طفل، فأنت لا تعرف شيئاً عن القلق، الضغط، التوتر، وغيرها من المشاغل. جرب مزاولة مسؤولية ما يومياً لمدة 24 ساعة، من دون أي إجازات، ولا راتب شهري، ولا حتى مكافآت، ومن ثم يمكنك التذمر من ضغوط الحياة.

عند الانشغال بطفل وحياة جديدة، يبدأ أصدقاؤك بعتابك على انقطاعك عنهم، وفي معظم الأحيان، يكون السبب هو افتقادهم لك ليس غير، إلا أن هذا يزعج الأم ويمنحها الشعور بأن أصدقاءها لا يتفهمون طبيعة حياتها الجديدة.

والتعليقات أو التصرفات المزعجة لا تقتصر على الأصدقاء الذين لم ينجبوا بعد، إذ تصدر في بعض الأحيان عن الأمهات أو الآباء تصرفات قد تسبب عدم الارتياح لأصدقائهم، ومنها:

إنجاب طفل للمرة الأولى يمثل تجربة مثيرة للحماس بالنسبة لوالديه، وهو ما يدفعهم إلى مشاركة أصغر تفاصيل هذه التجربة مع أصدقائهم، إلا أن خطوات فصل الحبل السري قد لا تهم الجميع.

لن يمانع أصدقائك المساعدة في حمل الطفل أو الاهتمام به، إلا أن استغلال مساعدتهم والطلب المتكرر قد يسبب الانزعاج لهم.

التذمر المتكرر يسبب الانزعاج للجميع بغض النظر عن مصدره، وينطبق هذا على الأمهات. يمكن للجميع تفهم مدى صعوبة مهمات الأم ومشاغلها والتعاطف معها، إلا أننا لا نرغب بسماعهم مراراً وتكراراً.

لا يهتم كافة أصدقائك على "فيسبوك" أو "إنستغرام" بمعرفة كافة التفاصيل عن حياة طفلك، كمواعيد نومه، وطريقة أكله، وألعابه، وأوقات استحمامه، وغيرها. لذا حاولي نشر صورة ظريفة لطفلك كل حين وآخر فقط.

إن لم يقم أصدقاؤك بدعوة الأطفال، لا تصطحبيهم. قد لا يسعد كافة الموجودين بصوت بكاء الأطفال أو تذمرهم المستمر. كما أنهم بالتأكيد لا يرغبون بمزاولة الأنشطة التي تتضمن الأطفال والبالغين معاً.