كيف تمنعين طفلك من الركل والعض والعنف؟

يظهر الأطفال الدارجون بين حوالى عمر السنتين والثلاث سنوات سلوكاً عدوانياً وبخاصة اتجاه أطفال آخرين، وقد تتمثل هذه العدوانية في الضرب والعض والركل وغيرها من العنف الجسدي.

وبينما قد لا تسبب هذه التصرفات أي أذى جسدي بالضرورة، إلا أنه من المهم جداً تأديب السلوكيات العنيفة من الصغر لتفادي تطورها إلى مشاكل أكبر مع التقدم في العمر.

وتختلف أسباب مرور الأطفال بهذه المرحلة وتتنوع بين محاولة لفت الأنظار وجذب الانتباه ومحاولة فرض الشخصية. إذ يبدأ الأطفال بملاحظة استقلاليتهم عند حوالى السنتين، ولذا تعتبر هذه المرحلة مهمة جداً في تطورهم.

وبما أن الاهتمام هو كل ما يطلبه الأطفال في هذه السن، وبخاصة من والديهم وذويهم، فيجب على الأهالي منحهم إياها من دون دفعهم إلى طلبها، وذلك لأن طريقتهم في التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم قد تترجم بشكل عدواني وجسدي.

ويمكنك التعامل مع سلوك طفلك العدواني عن طريق معاقبته بأسلوب "الوقت المستقطع" والذي يعني إرساله إلى كرسي العقاب الذي سيجلس عليه لمدة معينة من دون التحدث إلى أحد أو اللعب أو حتى التحرك.

وبالنسبة للفترة الوقت المستقطع الزمنية، فينصح خبراء التربية باستخدام دقيقة عن كل سنة يبلغها الطفل من العمر. فعلى سبيل المثال، يكون عقاب الموقت المستقطع لطفل يبلغ من العمر سنتان دقيقتين فقط.

ولا ينصح بتأجيل العقاب وإنما تنفيذه على الفور عند الخطأ. كما يجب توضيح أسباب العقاب، كقول "ستعاقب على العض أو الركل" على سبيل المثال. ولا داع لأن تصرخي أو تفقدي صوابك، فقط دعيه يعلم بأنه سيعاقب على فعله، وخذيه بجدية وحزم إلى كرسي العقاب.

حاولي ان يكون كرسي العقاب أمام ناظريك لتراقبي طفلك أثناء فترة الوقت المستقطع. كما يفضل أن لا يكون قريباً من حائط كي لا يركله طفلك بقدميه، وأن يكون طويلاً كي لا يلمس الأرض.

وإن حاول طفلك التحرك من مكانه، أعيديه وحاولي أن تشرحي له أن الوقت المستقطع سيبدأ عندما يجلس في مكانه فقط، حتى لو اضطررت إلى إعادته أكثر من مرة. ولا تستسلمي إلى توسلاته واعتذاراته، وفهميه أن يجب ان يبقى صامتاً طوال فترة العقاب.

لا تتحدثي إلى طفلك أثناء فترة العقاب، ولا تسمحي لأي شخص آخر بالتحدث إليه. وعند انقضاء فترة الوقت المستقطع اطلبي من طفلك أن يعتذر ووضحي له أنك سامحتيه إلا انك لا تريديه ان يكرر الأمر.

ومن المهم جداً أن لا تلجأ إلى الضرب عند معاقبة طفلك، وبخاصة في هذه السن، إذ أن الأطفال يتعلمون ويكتشفون ما يمكنهم ولا يمكنهم فعله في هذه المرحلة، لذا معاقبته بالضرب قد تترجم ذلك الفعل له على أنه مناسب.