كيفية تربية طفلك ثنائي اللغة | EWmums.com
 

كيفية تربية طفلك ثنائي اللغة

تعرفي كيف تربين طفلك ثنائي اللغة تربية قائمة على أسس متينة.

نشر على

1 اغسطس 2017

منشور من طرف

dina

تربية طفلك ثنائي اللغة

من مظاهر العولمة تحول العالم إلى قرية صغيرة يسهل التواصل بين سكانها، ففي الماضي كان التواصل يقتصر مع أهل البلد فقط، أمّا الآن فالعالم مفتوح على مصراعيه، حيث أصبح التواصل بين الأفراد من بلدان مختلفة اللّغة أمراً سهلاً نظراً للتّطور الذي مس وسائل النقل و الاتصال، لكن يبقى تعلم اللّغات، خاصّة الشائعة منها، أمراً أساسياً مهمّاً، فلا يوجد تواصل أفضل من التواصل المباشر بعيداً عن وسائل الترجمة الأتوماتيكية.

من بين الطرق الناجحة في احتراف تعلّم اللّغات و ترسيخها هو البداية منذ الصغر، لهذا نلاحظ أن بعض الأطفال يتقنون مختلف اللّغات بطريقة لا يمكن للكبار تقليدها، لهذا يسعى أولياء الأمور إلى تعليم أطفالهم على الأقل لغة إضافية إلى جانب لغتهم الأم، و في هذا المقال سنتعلم كيفية تربية طفلك ثنائي اللغة.

اختاري اللغة المناسبة

يمكن أن تجتمعي مع زوجك لمناقشة اللغة التي سيتعلمها طفلك، و هذا أمر مهم لأن اختيار اللغة الصحيحة هو أساس التعلم والإتقان، لذا عليك أن تختاري لغة تفيد طفلك سواء في المدرسة أو في حياته اليومية، وعندما نقول مفيدة، فإننا نقصد لغة شائعة و مستخدمة في العديد من المجالات، لذا لا تختاري لغة إضافية غير نافعة و يقتصر استخدامها و التواصل بها بين فئة قليلة، أو بمجرد رؤيتك للغة في فلم من الأفلام تريدين تعليمها لطفلك، لذا قومي بقرار صائب و اختاري لغة صحيحة حتى تخطي خطوة صائبة في تربية طفلك ثنائي اللغة.

البعد عن الحشو

على أولياء الأمور أن يبتعدوا عن الحماس الزائد عن الحد اللازم، حيث يريد بعض الأهل من طفلهم أن يكون مثالياً معتقدين أن لديه قدرات خارقة لفعل المستحيل، فيلقون عليهم ٤ لغات مختلفة و يطالبونه بتعلمها، بل يشترطون عليه اتقانها في فترة قصيرة، و طريقة التعليم هذه أقل ما يقال عنها أنها شاقة و لن يتطور الطفل من خلالها بل بالعكس، فليس فقط أنه لن يتعلم شيئاً، بل من الممكن أن تتسبب له في عقد نفسية و تفقده شغف التعلم فيقبع في حفرة الجهل طوال حياته، لذا على الأهل الالتزام بتعليم لغة إضافية واحدة، و بعد أن يلمسوا أن طفلهم قد أصبح فعلاً متمكناً من هذه اللغة، فإنه يمكنهم الانتقال إلى لغة أخرى.

اجعلي اللغة مفيدة له

لا يجب أن تُعلمي طفلك لغة ثانية لمجرد التعلم فقط، لأن روتين التعلّم اليومي يشعره بالضجر فينفر من اللغة و لا يحبها، لذلك، فإن عليك اشعاره بأن اللغة مفيدة له و يمكنه استعمالها لتسهيل حياته، و يمكن تحقيق ذلك من خلال جعله يحتك بأطفال آخرين يتحدثون اللغة التي تريدين أن يتعلمها طفلك، فتواصله معهم باللغة التي يتعلمها يزيده حباً لها و لا بأس إن لم يفهم بعض الكلمات، فهذا ما سيشعل في نفسه الإصرار على تعلمها و التحدث بها بطلاقة.

تربية طفلك ثنائي اللغة

لا تقارنيه و لا تشبهيه

من بين الأخطاء الشائعة لدى الأمهات مقارنة أبنائهم بأطفال الغير، حيث يطلبون من أبنائهم أن يقلدوا أفعال أطفال آخرين، حتى يصل الأمر في بعض الأحيان الى السخرية منهم و نعتهم بالفاشلين فقط لأنهم لم يقلدوا ابن فلان، فاحذري أن تجعلي ابنك نسخة كربونية من غيره، ولا تحاولي تقليد طريقة تعليم اللغة من أمهات أخريات، فربما تروق تلك الطريقة لطفل و تشعر طفلاً آخر بالملل. صحيح أن الاعتبار و الاقتداء جيد، فمن خلال رؤيتك لطريقة تعلم الأطفال الآخرين يمكنك أن تأخذي أي نقطة أو أسلوب بسيط أعجبك، لكن لا تقلدي الطريقة حرفيا و تطبقيها مع طفلك لأنك ستقعين في خطأ فادح.

التنويع في أساليب التعلم

لا تجعلي روتين طفلك يقتصر على إحضار قلم و ورقة و اتباع نفس طريقة التعليم كل يوم، حاولي و لو في بعض الأحيان فقط ابتكار شيء جديد يساعد طفلك على التعلم، مثلاً أخضعيه لاختبار بسيط مع عرض مكافأة، أو إذا ذهبتم لبلد يتحدث نفس اللغة الإضافية شجعيه على التحدث بها دون خجل، أو في بعض المرات اطلبي منه تكوين ٥ جمل صحيحة و مفيدة مع إبداء وإظهار فرحك بنجاحه لأن الأطفال يسعون لإسعاد الأمهات، و هذه مجرد أمثلة يمكنك تطويرها و ابتكار طرق جديدة لتوفير أفضل تعليم لطفلك.

ختاما، تربية الطفل ثنائي اللغة قد تكون صعبة و شاقة، لذا عليك بالصبر و التفاؤل و عدم إظهار الخيبة و التشاؤم أمام طفلك لكي تؤسسي لتربية صحيحة تضمن نشأة سليمة لطفلك ثنائي اللغة.