كيفية التغلب على متلازمة العش الفارغة
فمن الطبيعي أن تكون طغت مع القلق أو الذنب.
9 يوليو 2017
dina
على رغم أن الأولاد يبدأون رحلتهم الجديدة نحو البلوغ، إلا أن الانتقال من المنزل قد يترك الآباء في كثير من الأحيان منعزلين مع المراحل العاطفية الغامرة التي تشتمل على القلق والشعور بالذنب.
ويمكن أن تزحف متلازمة العش الخالي إليك دون أن تتوقع. رغم أن العديد من الآباء يحاولون الاستعداد عقلياً للانفصال المادي الذي سيحدث. وغالباً ما تأخذ الأمهات وقتاً أكثر من الرجال في التعامل مع القلق على الأولاد الذين ينتقلون للعيش خارج المنزل.
وقد يكون الانفصال المادي ساحقاً، إلا أن هناك عدة طرق للتكيف مع الوضع وهي بدورها تساعدك في الشعور بالسلام النفسي والتعود على التغيير المؤثر الجديد.
لذلك، من هو الاكثر عرضة للإصابة بمتلازمة العش الخالي؟ طبقاً لبعض الأطباء النفسيين، الآباء والأمهات الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب هم:
• الآباء والأمهات بدوام كامل
• هؤلاء الذين هم غير متأكدين إذا كان طفلهم على استعداد لمغادرة المنزل.
• هؤلاء الذين لديهم مشكلة مع التغيير والانفصال.
• هؤلاء الذين يمرون بالتغيرات الحياتية مثل التقاعد وانقطاع الطمث والشيخوخة، إلخ
رغم أن التحول قد يكون صعباً إلا أنه تغييراً حتمياً. يجدر بالملاحظة أن هذه الرحلة يجب أن تعتبر تطوراً إيجابياً. بما أن أطفالك يكبرون ويتحولون من كونهم أطفال معالين إلى بالغين مستقلين أقوياء وواثقين، فإن الآباء سوف يتحولون من دور يحتم عليهم القيام بواجبات الأمومة والأبوة على مدار ٢٤ ساعة إلى موضع ثقة أو ناصح أو صديق بالنسبة إلى أولادك الذين يكبرون الآن.
رغم أنك لا تتخذ قرارات يومية خاصة بطفلك، لكن سيكون لك دور جديد بصفتك موجهاً ومصدر جدير بالثقة لقرارات الحياة الكبرى مثل المستقبل المهني واختيار شريك الحياة، إلخ. سوف تظلين أمًا لهم ولكن بطريقة مختلفة. والمفتاح هو رؤية هذا التحول باعتباره رحلة إيجابية يتعين على أطفالك القيام بها للوصول إلى مرحلة البلوغ وقريبا إلى العالم الحقيقي. رغم أن القول أسهل من الفعل، إلا أن لدينا أخبار جيدة يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذا التحول. ها هي بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للاستعداد:
خطط مسبقًا
تحدث مع أطفالك الصغار حول المستقبل، لكي تكون متواصل معهم حتى يحين الوقت بالنسبة لهم لمغادرة المنزل.
تعرف على زوجك
هذه هي الفرصة المتاحة لك ولزوجك للتعرف أخيرًا على المغامرات التي تتوق أنت وشريك حياتك إلى اجتيازها، سواء كانت رومانسية أم تتعلق بالسفر، والاحتمالات لا تنتهي. وقد يشتمل هذا على قائمة الأحلام بكل الأشياء التي تريد القيام بها لكن لم تستطع القيام بذلك أثناء تربيتك للأبناء. اعثر على هواية أو نشاط جديد تشتركان في الاهتمام به.
كُن عاطفيًا
من الطبيعي أن تصبح عاطفيًا أثناء هذا التحول. وطبقًا لروبين ماكجرو (قد يعرفها البعض كونها زوجة الطبيب الشهير فيل ماكجرو)، الاحتفاظ بمشاعرك لنفسك قد يؤذيك أكثر من كونه مفيدًا لك. وتقول روبين: "إبك إذا احتجت لذلك، لكن اعط نفسك خبطة على ظهرك وافتخر بأنك استطعت الوصول بهم إلى تلك المرحلة".
أعدّ أطفالك
إعداد الأطفال قد يكون من أكثر الأمور أهمية التي تستطيع عملها من أجلهم بما أنك تجهزهم لمواجهة العالم الحقيقي الصعب. وفي أثناء هذا الوقت، تستطيع مساعدة أطفالك في إدراك أساسيات البلوغ من خلال تعليمهم كيفية الطبخ والتنظيف والغسيل، إلخ. وهذا التدريب سوف يساعدهم بشدة في التكيف على التحول الجديد بمنتهى الثقة. وبعد انتهاءك من التدريب الأساسي، افتخر بهم وبنفسك على هذا العمل الرائع الذي أديته.
امضىِ قدمًا
أنت بحاجة لقبول حقيقة أن طفلك سوف ينتقل إلى مرحلة جديدة من حياته. قد تكون صعوبة التحول في الغالب في فكرة أن طفلك هو بمثابة رفيق لك وكانوا يشغلون جزء كبير من حالتك الفكرية والعاطفية. وتعتقد روبين أن فترة ما بعد التحول هي الوقت الأكثر أهمية لكي تدع طفلك يبدأ حياته الخاصة وتسمح لك بإعادة تقييم حياتك.
استمتع بالحياة
حاول العثور على الأنشطة التي تهتم بها. حاول العثور على سعادتك ولا تنتظر الآخرين لكي ينضموا إليك. انضم إلى نادي للقراءة أو تطوع في بيت لكبار السن أو حتى اقض بعض الوقت وحدك في أحد المقاهي المحلية. عِش المتعة التي كنت ترغب أن يعيشها أولادك. وقبل كل شئ، هم دائمًا ينظرون إليك كقدوة لهم.
ابق على اتصال
نحن محظوظون بما يكفي للحياة في "العصر الجديد للتكنولوجيا الرقمية". استفد من هذه الفرصة للتفاعل مع ابنك. احصل على جهاز كمبيوتر وكاميرا أو هاتف ذكي وبرنامج محادثة أو أنشئ حساب على صفحات التواصل الاجتماعي للاتصال بابنك. وبهذه الطريقة تستطيع تخفيف بعض الضغط الذي تشعر به عند الاتصال بشكل منتظم بأولادك، والقدرة على رؤية صورهم وأنشطتهم في الأيام الذي تفتقدهم فيها.
مهمتك كوالد هي حماية الأبناء وكذلك رعايتهم وتوعيتهم وإعدادهم للحياة هو جزء من رسالتك. التحول أمر صعب لكن طفلك لن يبتعد للأبد بل إنهم ينتقلون لإنشاء حياتهم الخاصة وهي نتيجة التنشئة والرعاية والإعداد الذين قمت بهم بصفتك والدًا. برافو!
تذكر أنك سوف تظل قادرًا على رؤية أبنائك والاتصال بهم سواء افتراضيًا أم ماديًا. فهذا ليس وداعًا وإنما رحيل مؤقت.
