يعتبر إنجاب طفل أحد أكثر الأوقات متعة في حياة الكثير من النساء.
بالنسبة لكثير من النساء، تعتبر مدة الاثنا عشر شهرا الأولى من الحمل هي المدة الأكثر إرهاقا لأن كل شيء يكون جديدا ومثيرا وصعب للغاية.
تبدأ هذه المرحلة من الحمل في اليوم الأول من آخر دورة شهرية وتنتهي في الأسبوع الثاني عشر - أو حوالي الشهر الثالث.
يعتبر هذا الثلث هو الثلث الأهم فهو الوقت الذي تنمو فيه أغلب الأعضاء الحيوية والخلايا لدى الطفل ولذلك ليس من المدهش أن تتعرضي لكثير من التغيرات البدنية والعاطفية خلال هذه المدة.
تغيرات الجسم
وعلى الرغم أن الحمل يختلف من امرأة لأخرى، فيما يلي بعض أهم التغيرات الشائعة التي قد تمرين بها بالإضافة إلى ما تعنيه وأي من العلامات التي يتعين الاهتمام بها والتي تستوجب الاتصال بالطبيب.
النزيف
هل تعلمين أن حوالي 25 % من من النساء الحوامل تتعرضن لنزيف خفيف أثناء الثلث الأول؟ وعلى الرغم أن ذلك قد يمثل سببا طبيعيا للقلق، إلا أنه ليس أمراً نادراً بالفعل. يعتبر النزيف المهبلي الخفيف علامة على أن الجنين المخصب موجود في الرحم.
وعلى الرغم من ذلك، في حالة كثرة النّزيف أو إذا كان التشنج مؤلماً جدا أو إذا كنت تعانين من آلام حادة في البطن، برجاء الاتصال بالطبيب.
الألم في الثديين
تعتبر قرحات الثدي أولى علامات الحمل وهي ناتجة عن التغييرات الهرمونية. وفي حقيقة الأمر، تقوم هذه التغيرات بتهيئة القنوات الناقلة للبن للمساعدة في تغذية الطفل بمجرد وصول الطفل ولا شك أن الألم سيستمر حتى الثلث الأول.
وللمساعدة في تخفيف عدم الراحة ارتدي حمالة صدر بمقاس أكبر أو ارتدي حمالة صدر داعمة أقل في الأوتار والأربطة مما يتيح المزيد من الحرية والراحة.
الإمساك
ربما لا يكون الإمساك أحد التغيرات الأكثر شيوعا التي تتعرض لها النساء في المراحل الأولى من الحمل، ولكنه أحد الأمور التي تتسبب في حدوث قدر كبير من عدم الراحة. وأثناء الحمل تتباطأ تقلصات العضلات التي عادة ما تساعد في نقل الغذاء من خلال الأمعاء بسبب ارتفاع مستوى هورمون البروجسترون. يضاف إلى ذلك نسبة الحديد الإضافية التي تستهلكيها الآن بلا شك بسبب فيتامينات ما قبل الولادة.
وتكون نتيجة ذلك هو التعرض للإمساك غير المريح والغازات التي تجعلك تشعرين بالانتفاخ على مدار فترة الحمل بأكملها. وللمساعدة في التقليل من عدم الشعور بالراحة، قومي بزيادة كمية الألياف وتأكدي من شرب الكثير من السوائل.
الإعياء
ليس من الصعب فهم أنك قد تشعرين بالتعب أكثر من المعتاد خلال انشغال الجسم بدعم الطفل الذي ينمو. لذلك تأكدي من أخذ قيلولة باستمرار والاستراحة أثناء النهار! تأكدي من كفاية مستويات الحديد أيضا.
خروج الإفرازات
في حالة وجود إفرازات في الملابس الداخلية، لا تقلقي - هذا أمر عادي جدا. وفي حقيقة الأمر، تسمى إفرازات الحليب الرفيعة البيضاء التي قد تجدينها "الثر الأبيض" وهذا أمر عادي في المراحل الأولى للحمل. وإذا ترتب على ذلك خروج رائحة كريهة أو إذا كان باللون الأخضر أو الأصفر - أو في حالة وجود الكثير من الإفرازات الواضحة - استشيري الطبيب.
التوق إلى الطعام والنفور منه
ويعتبر النفور من روائح وأذواق معينة أمراً شائعاً خلال الثلث الأول. وفي حقيقة الأمر، يتعرض أكثر من 60% من النساء الحوامل للنهم للطعام في حين يتعرض أكثر من النصف للنفور من الطعام. يعتبر الاستسلام للنهم للطعام أمر حسنا في بعض الأحيان، طالما أنك تتناولين الطعام الصحي إلى حد كبير.
وعلى الرغم من ذلك، إذا بدأت التعرض للوحم وهو الاشتياق لغير الأطعمة مثل الطين أو القذارة أو النشا في الغسيل، فهذا يعتبر أمراً خطيراً عليك وعلى الطفل، لذا استشيري الطبيب على الفور.
وتتضمن التغيرات الأخرى التي قد يتعرض لها جسمك ما يلي:
- كثرة التبول
- الحموضة المعوية
- التقلبات المزاجية
- زيادة الوزن
العرض الشائع: غثيان الصباح
يتعرض أكثر من 85% من النساء للغثيان، وهذا نتيجة التغييرات الهرمونية التي تحدث في الجسم. ولسوء الحظ قد يستمر ذلك لدى البعض طوال الثلث الأول بأكمله - في حين يتعرض البعض الآخر لقليل من غثيان الصباح.
وعادة ما يكون الوضع أسوأ في الصباح - ولذا أطلق عليه هذا الاسم - وللمساعدة في التقليل من الغثيان، ينبغي عليك محاول تناول وجبة خفيفة صغيرة تحتوي على كمية كبيرة من البروتين مثل المقرمشات واللحم والجبن بالإضافة إلى شرب المياه أو عصير الفواكه. وقد يكون مشروب الزنجبيل مفيداً أيضا!
تجنبي الأطعمة التي تسبب تعب المعدة، وفي حالة استمرار الغثيان أو زيادة خطورته فإنه قد يؤثر على كمية الغذاء الذي يحصل عليه طفلك، لذلك ينبغي عليك الاتصال بالطبيب في أسرع وقت ممكن.
الموجات فوق الصوتية
يعتبر مخطط الموجات فوق الصوتية اختباراً غير مؤلم تماما ويسمح للطبيب أو الأخصائي الماهر (أو يسمح لك!) برؤية الطفل.
تستخدم الآلة محولاً بلاستيكياً ينقل الموجات الصوتية ذات التردد العالي من خلال الرحم - ثم ترسل هذه الموجات الصوتية إشارات تعود إلى الآلة ثم تتحول إلى صورة عن الجنين.
وخلال الثلث الأول، يمكن أن تتوقعي إجراء أول فحص بالأشعة فوق الصوتية بين الأسبوع السادس والثامن من الحمل. وبعد ذلك، ستظهر صورة واضحة حوالي الأسبوع الثالث عشر في بداية الثلث الثاني. ومما لا شك فيه أن هذا هو الوقت الذي ستريدين فيه بدء مشاركة الأخبار السارة.